قتل 52 شخصا على الأقل الإثنين في القصف الإسرائيلي على غزة، وفق الدفاع المدني الفلسطيني، من بينهم 33 في مدرسة تؤوي نازحين وسط دعوات دولية تحض إسرائيل على وقف هجومها على القطاع الفلسطيني الذي ينهشه الجوع.
وفي خضم تصعيد الحملة العسكرية الإسرائيلية العنيفة أكد مصدر في حماس أن "الحركة وافقت على عرض الوسطاء الأخير لوقف مؤقت إطلاق النار.
وأوضح المصدر لوكالة فرانس برس "العرض الذي وافقت عليه حماس هو العرض الذي تحدث عن 70 يوم هدنة مقابل الإفراج عن 10 رهائن على دفعتين". وبحسب المصدر "خلال الهدنة تبدأ مفاوضات حول وقف النار الدائم بضمانات أميركية".
وكثفت الدولة العبرية هجومها في قطاع غزة في 17 أيار/مايو معلنة أن الهدف هو الافراج عن الرهائن المتبقين والسيطرة على قطاع غزة والقضاء على حركة حماس التي أشعل هجومها غير المسبوق في جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، الحرب في غزة.
وفي الأيام الأخيرة، أكد الدفاع المدني في غزة يوميا سقوط عشرات القتلى من بينهم الكثير من الأطفال في القصف المتواصل للقطاع الذي تحاصر إسرائيل بشكل محكم سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، منذ أكثر من 19 شهرا.
استيقظت فرح ناصر النازحة من بيت حانون على دوي القصف ورأت "مشاهد رعب وفوضى وسط رائحة موت ونار وكبريت ودماء".
وأظهرت صور التقطها مصورو وكالة فرانس برس نازحين مقيمين في المدرسة التي انتشرت الخيام في باحتها يتفق دون الأضرار صباحا.
وفي مستشفى الأهلي، بكت نساء أقاربهن المكفنين بالأبيض.
وأفاد الناطق باسم الدفاع المدني الفلسطيني محمود بصل لوكالة فرانس برس بمقتل 33 شخصا على الأقل في قصف مدرسة فهمي الجرجاوي فجر الاثنين في مدينة غزة وإصابة العشرات "غالبيتهم من الأطفال" ، واصفا ما حدث بأنه "مجزرة مروعة".
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن الغارة على المدرسة استهدفت "إرهابيين كبارا ينشطون في مركز قيادة لحماس والجهاد الإسلامي يقع في منطقة كانت في السابق مدرسة ... في محيط مدينة غزة".
وغالبا ما تت هم إسرائيل حماس باستغلال المدارس أو المستشفيات لأنشطتها، ما تنفيه الحركة الإسلامية من جهتها. وقد قصف الجيش الإسرائيلي هذه المرافق مر ات عد ة موقعا أعدادا كبيرة من القتلى.
وفي وقت لاحق، أفاد الناطق باسم الدفاع المدني عن مقتل 19 فلسطينيا من عائلة عبد ربه إثر غارة جوية فجر الإثنين على منزل في جباليا في شمال قطاع غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي رصد "ثلاثة مقذوفات أطلقت من جنوب قطاع غزة باتجاه التجمعات السكانية القريبة من القطاع، سقط مقذوفان داخل قطاع غزة واعترض سلاح الجو الإسرائيلي مقذوفا ثالثا قبل أن يعبر إلى داخل إسرائيل".
كذلك أفاد بأنه استهدف في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة "أكثر من مئتي موقع" من بينها مواقع "لإرهابيين... وقناصين ولإطلاق صواريخ مضادة للدبابات، فضلا عن منافذ أنفاق".
وأثار الوضع الراهن سخطا دوليا متزايدا، حتى في صفوف حلفاء تقليديين لإسرائيل.
وصو ت الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي لصالح مراجعة اتفاق الشراكة مع الدولة العبرية.
وندد المستشار الألماني فريدريش ميرتس بحزم قل نظيره بتصرفات إسرائيل، وهدد بوقف دعمه لحكومة بنيامين نتانياهو. وأكد "بصراحة، لم أعد أفهم ما يفعله الجيش الإسرائيلي الآن في قطاع غزة، وما الهدف منه".
وأضاف "الطريقة التي تضرر جراءها السكان المدنيون، كما هي الحال بشكل متزايد في الأيام الأخيرة، لم يعد من الممكن تبريرها بمحاربة إرهاب حماس".
إلا ان وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أكد الاثنين أن ألمانيا ستواصل بيع الأسلحة لإسرائيل.
أما إسبانيا فطلبت من شركائها في الاتحاد الأوروبي فرض حظر على مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل.
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس الاثنين إنه "يجب وقف هذا الهجوم الذي ليس له أي هدف عسكري إلا إذا كان الهدف تحويل غزة إلى مقبرة هائلة"- "في أسرع وقت ممكن" -
من جهته، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد عن أمله في "وقف هذا الوضع برمته في أسرع وقت ممكن".
اندلعت الحرب بعد هجوم مباغت شنته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1218 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا إلى الأرقام الرسمية.
كذلك، تم خلال الهجوم خطف 251 رهينة، لا يزال 57 منهم في غزة، بينهم 34 قالت إسرائيل إنهم قضوا.
ومنذ بدء الحرب، بلغ عدد القتلى الفلسطينيين في غزة 53977، غالبيتهم مدنيون نساء وأطفال، كما أصيب 122797. وقتل 3822 فلسطينيا على الأقل منذ استئناف إسرائيل ضرباتها وعملياتها العسكرية، وفقا لأحدث حصيلة أوردتها الأحد وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة.
ويترافق الهجوم الإسرائيلي مع حصار خانق أدى إلى تفاقم نقص الغذاء والمياه والوقود والأدوية في القطاع الفلسطيني الصغير، ما أثار مخاوف من حدوث مجاعة. وتقول منظمات إغاثة إن كمية الإمدادات التي سمحت إسرائيل بدخولها في الأيام الأخيرة لا تتعدى أن تكون نقطة في محيط احتياجات السكان العاجلة.
وفي السياق، أعلن مدير "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة والتي كانت تستعد لإدخال مساعدات إلى قطاع غزة، استقالته من منصبه بشكل مفاجئ وبمفعول فوري الأحد، ما عزز الشكوك بشأن هذا الجهد الاغاثي.
وقال جيك وود في بيان أنه شعر بأنه "مضطر لترك منصبه بعدما تيقن بأن المنظمة لا تستطيع انجاز مهمتها في إطار التزامها "بالمبادئ الإنسانية".
وفي بيان صدر الاثنين، أعرب مجلس إدارة "مؤسسة غزة الإنسانية" عن أسفه لاستقالة رئيسه وأكد أن عملية توزيع المساعدات ستبدأ.
وتعهدت المؤسسة التي تتخذ من جنيف مقرا لها منذ شباط/فبراير توزيع نحو 300 مليون وجبة طعام خلال أول 90 يوما من عملها.
وكانت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية أكدت أنها لن تشارك في توزيع المساعدات التي تقدمها هذه المؤسسة المتهمة بالعمل مع إسرائيل.
0 Comments