أعلن الدفاع المدني مقتل 80 فلسطينيا على الأقل، بينهم 25 في جباليا في شمال قطاع غزة جراء غارات جوية إسرائيلية منذ فجر الأربعاء، بينما التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وبحثا إطلاق سراح الرهائن.
في غضون ذلك، وصل وفد إسرائيلي مفاوض إلى الدوحة لاستئناف المباحثات بشأن التوصل الى اتفاق للإفراج عن الرهائن في القطاع، ووقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
بدوره، وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء الى العاصمة القطرية، في ثاني محطة له ضمن الجولة الخارجية الرسمية التي يجريها في الخليج، وهي الأولى له خلال ولايته الثانية.
وأعلن مكتب نتانياهو أنه بحث مع ويتكوف وفريقه التفاوضي "قضية الرهائن والمفقودين"، وذلك بعد ثلاثة أيام من إفراج حماس عن الجندي الإسرائيلي الحامل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر إثر مفاوضات مباشرة بين الحركة وواشنطن عقدت في الدوحة.
ودعت الحركة الثلاثاء إدارة ترامب إلى "مواصلة جهودها لوقف الحرب".
في غضون ذلك، تواصل إسرائيل قصفها في غزة حيث تزداد التحذيرات من الأزمة الانسانية الحادة، في ظل منع الدولة العبرية دخول المساعدات الى القطاع المحاصر منذ مطلع آذار/مارس.
وقال قال محمد المغير مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني لوكالة فرانس برس "وصل عدد الشهداء اثر القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة م نذ فجر اليوم (الأربعاء)... إلى 80 شهيدا بينهم 59 في شمال القطاع".
وكان الدفاع المدني أعلن صباحا "نقل 25 شهيدا على الأقل وعشرات الجرحى جراء الغارات الجوية الإسرائيلية الدامية فجر اليوم في مخيم جباليا وبلدة جباليا" في شمال القطاع.
وفي هذه البلدة، أظهرت لقطات فرانس برس عددا من النساء يبكين بجانب جثث لفت بأكفان بيضاء ملطخة بالدماء.
وصرخت إحداهن "إنه رضيع عمره تسعة أشهر. ماذا فعل؟".
وقال حسن مقبل الذي فقد بعضا من أقاربه في القصف "لا يوجد بيوت صالحة للعيش. لا أكل ولا شرب. من لا يموت من الصواريخ يموت من الجوع، ومن لا يموت من الجوع يموت من قلة الأدوية".
وقال الطبيب محمد عوض الذي يعمل في قسم الطوارئ في المستشفى الأندونيسي في بيت لاهيا لفرانس برس إن "المستشفى لم يتسع للمصابين، لا توجد أسرة كافية ولا أدوية ولا إمكانيات لعمليات جراحية أو علاجية ما يجعل الأطباء عاجزين عن إنقاذ العديد من المصابين الذين يموتون بسبب عدم تلقي العلاج".
أضاف "جثث الشهداء على الأرض في الممرات في المستشفى بعدما امتلأت ثلاجة الموتى... الوضع كارثي بكل معنى الكلمة".
في غضون ذلك، طالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أثناء افتتاح منشأة طبية في الضفة الغربية المحتلة الأربعاء بـ"وقف إطلاق النار بأي ثمن" في قطاع غزة.
واتهم عباس نتانياهو بالرغبة في مواصلة حرب غزة "لأسبابه الخاصة".
وتفرض إسرائيل منذ الثاني من آذار/مارس، حصارا مطبقا على القطاع المدم ر وتمنع دخول المساعدات الإنسانية، الأمر الذي فاقم النقص في الغذاء والدواء ومصادر الطاقة وغيرها من الاحتياجات الأساسية بالنسبة لسكانه الذين يناهز عددهم 2,4 مليون نسمة.
ونددت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الأربعاء بوضع إنساني "لا يمكن تبريره" في غزة. وجددت في كلمة أمام النواب الإيطاليين "ضرورة احترام القانون الانساني الدولي (...) في مواجهة وضع انساني في غزة لا أجد أي صعوبة في القول إنه يصبح بشكل متزايد، مأسويا ولا يمكن تبريره".
من جهته، دعا دعا المستشار الألماني فريدريش ميرتس لتفادي "مجاعة" في غزة. وفي حين أكد وقوف برلين إلى جانب إسرائيل، قال "نتوقع بذل جهود لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لسكان غزة الذين نشهد معاناتهم، لا سيما الأطفال والنساء وكبار السن".
بدورها، اتهمت منظمة أطباء بلا حدود إسرائيل الأربعاء بالتسبب بـ"كارثة إنسانية متعمدة" وربط المساعدات بالتهجير القسري للفلسطينيين.
وقالت المنظمة في بيان "نشهد في الوقت الراهن، تهيئة الظروف للقضاء على حياة الفلسطينيين في غزة".
وبعدما عل قت إسرائيل غاراتها على قطاع غزة موقتا الاثنين تزامنا مع الافراج عن ألكسندر، استأنفت الدولة العبرية ضرباتها الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل 28 شخصا، بحسب الدفاع المدني.
وترك ز القصف الإسرائيلي في محيط المستشفى الأوروبي في خان يونس في جنوب القطاع. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف "مركز قيادة وسيطرة" لحماس، وهو تعبير مماثل لما استخدمه فجر الثلاثاء في تبرير القصف الذي طال مستشفى ناصر في خان يونس، وأسفر عن مقتل شخصين بينهم الصحافي حسن اصليح، وفق ما أكدت مصادر عدة في قطاع غزة.
وأكد الجيش الإسرائيلي "القضاء" على اصليح، متهما إياه بأن "شارك في اقتحام الحدود والمجازر في السابع من تشرين الأول/أكتوبر".
وأسفر هجوم حماس على جنوب الدولة العبرية، عن مقتل 1218 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخطف خلال الهجوم 251 شخصا واقتيدوا الى غزة، لا يزال 57 رهينة محتجزين في القطاع الفلسطيني بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم فارقوا الحياة.
في المقابل، أسفرت الحرب عن مقتل 52928 فلسطينيا في قطاع غزة، بحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس، بينهم 2799 قتلوا منذ استئناف الدولة العبرية ضرباتها وعملياتها العسكرية اعتبارا من 18 آذار/مارس بعد هدنة هشة استمرت شهرين.
0 Comments