ابدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس استعداده للتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار في مستهل هدنة محتملة مع حماس في غزة، في وقت قتل 64 فلسطينيا في قصف اسرائيلي متجدد على القطاع وفق الدفاع المدني.
وفيما تستمر المباحثات غير المباشرة بين اسرائيل وحماس في الدوحة، حذر نتانياهو من أن اسرائيل ستستأنف الحرب في حال عدم بلوغ اتفاق لوقف دائم لاطلاق النار، مشترطا لذلك نزع سلاح حماس.
وفي وقت متأخر من مساء الأربعاء، وصفت حركة حماس المفاوضات الجارية مع إسرائيل بوساطة قطرية ومصرية في الدوحة وتحت ضغط أميركي بأنها "صعبة".
ومع ذلك أكدت الحركة أنها "تبدي المرونة اللازمة ووافقت على إطلاق سراح عشرة أسرى".
وقال نتانياهو في مقطع مصور من واشنطن "في مستهل وقف إطلاق النار (لستين يوما)، سنبدأ مفاوضات حول وقف نهائي لهذه الحرب"، مضيفا "على حماس ان تلقي السلاح، ينبغي نزع السلاح من غزة، وعلى حماس ألا تملك قدرات عسكرية و(قدرة على) الحكم بعد اليوم".
واضاف "إذا أمكن الحصول على ذلك عبر التفاوض، سيكون ذلك جيدا، وإلا فسنحصل عليه بوسائل أخرى، بقوة جيشنا البطل".
من جانبها، أشارت حماس إلى أن بعض النقاط الجوهرية قيد التفاوض في المفاوضات غير المباشرة، وفي مقدمها تدف ق المساعدات، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من أراضي القطاع، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار.
وتصر الحركة الفلسطينية على استئناف توزيع المساعدات الإنسانية من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعترف بها.
ومن بين 251 رهينة خطفوا أثناء هجوم حماس في السابع من تشرين الاول/اكتوبر 2023، لا يزال 49 محتجزين في غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.
وفي حين تطالب عائلات الرهائن في غزة بالإفراج عنهم دفعة واحدة، شدد نتانياهو على ان هذا الأمر ليس رهنا بإسرائيل.
وقال في الفيديو "نتعامل مع منظمة إرهابية وحشية ونريد الإفراج عن الجميع لمرة واحدة. لكن الأمر ليس دائما بين أيدينا".
في المقابل، أكد القيادي في حماس باسم نعيم لوكالة فرانس برس حرص الحركة على "الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار وانهاء الحرب والعدوان في أقرب فرصة ممكنة".
لكنه شدد على أنه "لا يمكن القبول بتأبيد الاحتلال لأرضنا وتسليم شعبنا لمعازل وكنتونات معزولة تحت سيطرة جيش الاحتلال".
وأضاف نعيم "إن ما فشل فيه نتانياهو على مدار 22 شهرا في الحرب والمجاعة لن يأخذه على طاولة المفاوضات".
ويدفع الرئيس الاميركي دونالد ترامب نحو هدنة في أسرع وقت. وقال وزير الخارجية الاميركي ماركو روبيو الخميس إن لديه "أملا كبيرا" بالتوصل الى اتفاق.
ميدانيا، أعلن الدفاع المدني في غزة الخميس مقتل 64 شخصا بينهم 17 قضوا في استهداف "نقطة طبية في مدينة دير البلح في وسط قطاع غزة"، فيما أكد الجيش الاسرائيلي أنه استهدف مقاتلا من حماس.
وأفاد مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني محمد المغير وكالة فرانس برس بأن غارة جوية استهدفت مجموعة من الأشخاص كانوا ينتظرون خارج نقطة طبية في دير البلح صباحا.
وأكد المغير أن من بين القتلى السبعة عشر ثمانية أطفال على الأقل.
وقال محمد أبو عودة الذي كان أمام النقطة الطبية الم ستهدفة لوكالة فرانس برس "كنا نقف أنا ومجموعة من المواطنين في طابور طويل أمام النقطة الطبية في دير البلح ننتظر دورنا لنتسلم العلاج والمكم لات لأطفالنا، وفجأة وقع انفجار ضخم بالمكان".
وأضاف "لم يكن هناك أي تحذير، مجرد ضربة مباشرة وسط المدنيين. ماذا فعلنا وماذا فعل أطفالنا ليستحقوا هذا؟".
وفي معرض رده على استفسارات فرانس برس حول استهداف نقطة طبية في دير البلح، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته "استهدفت ... عنصرا من وحدة النخبة في حماس".
ووفقا لبيان الجيش فإن العنصر المستهدف "تسلل" إلى إسرائيل إبان هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم مباغت شنته حماس في السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
وترد إسرائيل منذ ذلك الوقت بحرب مدم رة قتل فيها 57762 فلسطينيا في قطاع غزة غالبيتهم مدنيون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
0 Comments